[أقوال العلماء في ذلك]
[معنى قوله تعالى: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ...]
  فإن قيل: إذا كانت الأعمال في مقابلة النعم، فما معنى قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: ٣٢]، وقوله تعالى لأهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ...}[الحاقة: ٢٤] [الآية](١) ونحوها؟
  قلت وبالله التوفيق: معنى ذلك كمعنى الزيادة التي ذكر الله في قوله تعالى(٢): {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧]؛ لأن الزيادة قد جعلها تعالى في مقابلة الشكر تفضلاً، وكذلك الثواب جعله في مقابلة الأعمال تفضلاً، بل مذهب آبائنا $ أن الثواب من جملة الزيادة التي ذكرها الله تعالى في قوله تعالى: {ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧] كما صرحوا بذلك في تفاسيرهم، وقد ذكر ذلك أمير المؤمنين # كما يأتي [إن شاء الله تعالى](٣).
[أقوال العلماء في ذلك]
  وذكره(٤) الهادي # في (الأحكام) في كتاب (الديات)(٥)، والحسين بن القاسم @ في (تفسيره)(٦) ويؤيد ذلك قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ}[الروم: ٤٥]، وقوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
(١) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).
(٢) في (ب): التي ذكرها الله تعالى في قوله.
(٣) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).
(٤) في (أ): وذكر.
(٥) الأحكام (٢/ ٢٨٤).
(٦) تفسير غريب القرآن - خ -.