مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[أقوال العلماء في ذلك]

صفحة 202 - الجزء 1

[معنى قوله تعالى: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ...]

  فإن قيل: إذا كانت الأعمال في مقابلة النعم، فما معنى قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[النحل: ٣٢]، وقوله تعالى لأهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ...}⁣[الحاقة: ٢٤] [الآية]⁣(⁣١) ونحوها؟

  قلت وبالله التوفيق: معنى ذلك كمعنى الزيادة التي ذكر الله في قوله تعالى⁣(⁣٢): {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ}⁣[إبراهيم: ٧]؛ لأن الزيادة قد جعلها تعالى في مقابلة الشكر تفضلاً، وكذلك الثواب جعله في مقابلة الأعمال تفضلاً، بل مذهب آبائنا $ أن الثواب من جملة الزيادة التي ذكرها الله تعالى في قوله تعالى: {ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ}⁣[إبراهيم: ٧] كما صرحوا بذلك في تفاسيرهم، وقد ذكر ذلك أمير المؤمنين # كما يأتي [إن شاء الله تعالى]⁣(⁣٣).

[أقوال العلماء في ذلك]

  وذكره⁣(⁣٤) الهادي # في (الأحكام) في كتاب (الديات)⁣(⁣٥)، والحسين بن القاسم @ في (تفسيره)⁣(⁣٦) ويؤيد ذلك قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[الروم: ٤٥]، وقوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي


(١) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٢) في (ب): التي ذكرها الله تعالى في قوله.

(٣) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).

(٤) في (أ): وذكر.

(٥) الأحكام (٢/ ٢٨٤).

(٦) تفسير غريب القرآن - خ -.