[أقوال العلماء في ذلك]
  أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}[فاطر: ٣٤ - ٣٥]، وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ٥١ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٥٢ يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ...} إلى قوله: {وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٥٦ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ...}[الدخان: ٥١ - ٥٧] الآية، وقوله تعالى: {سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء ...}[الحديد: ٢١] الآية، فهذه الآيات نصوص صرائح في أن الثواب من فضل الله والفضل غير واجب، يزيد ذلك بياناً قوله تعالى حاكياً عن أهل ثوابه: {فَمَنَّ الله عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور: ٢٧] والمنّ التفضل(١) بلا خلاف.
  وروى أبو طالب # في (الأمالي) بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: «وبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبأعمالكم تقتسمون»(٢).
  وروى # في (الأمالي) أيضاً بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال: «إن الله يجمع فقراء هذه الأمة ومياسيرها في رحبة باب الجنة ثم يبعث منادياً فينادي(٣) من بطنان العرش: أيما رجل منكم وصله أخوه المؤمن في الله تعالى(٤) ولو بلقمة من خبز فليأخذ بيده على مهلٍ حتى يدخله الجنة، قال: وهم أعرف بهم يومئذ منهم بآبائهم وأمهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم والواصل(٥) له فيقول: يا أخي أما تعرفني، ألست
(١) في (ب): الفضل.
(٢) أمالي أبي طالب باب في ذكر رحمة الله ولطفه بعباده، ص ٥٦٥.
(٣) في (ب): ينادي.
(٤) تعالى: زيادة في (ب).
(٥) في (ب): والمواصل له، وفي الأمالي: المكرم له الواصل له.