مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[أقوال العلماء في ذلك]

صفحة 203 - الجزء 1

  أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}⁣[فاطر: ٣٤ - ٣٥]، وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ٥١ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٥٢ يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ...} إلى قوله: {وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٥٦ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ...}⁣[الدخان: ٥١ - ٥٧] الآية، وقوله تعالى: {سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء ...}⁣[الحديد: ٢١] الآية، فهذه الآيات نصوص صرائح في أن الثواب من فضل الله والفضل غير واجب، يزيد ذلك بياناً قوله تعالى حاكياً عن أهل ثوابه: {فَمَنَّ الله عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}⁣[الطور: ٢٧] والمنّ التفضل⁣(⁣١) بلا خلاف.

  وروى أبو طالب # في (الأمالي) بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: «وبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبأعمالكم تقتسمون»⁣(⁣٢).

  وروى # في (الأمالي) أيضاً بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال: «إن الله يجمع فقراء هذه الأمة ومياسيرها في رحبة باب الجنة ثم يبعث منادياً فينادي⁣(⁣٣) من بطنان العرش: أيما رجل منكم وصله أخوه المؤمن في الله تعالى⁣(⁣٤) ولو بلقمة من خبز فليأخذ بيده على مهلٍ حتى يدخله الجنة، قال: وهم أعرف بهم يومئذ منهم بآبائهم وأمهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم والواصل⁣(⁣٥) له فيقول: يا أخي أما تعرفني، ألست


(١) في (ب): الفضل.

(٢) أمالي أبي طالب باب في ذكر رحمة الله ولطفه بعباده، ص ٥٦٥.

(٣) في (ب): ينادي.

(٤) تعالى: زيادة في (ب).

(٥) في (ب): والمواصل له، وفي الأمالي: المكرم له الواصل له.