مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[معنى قوله تعالى: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ...]

صفحة 204 - الجزء 1

  الصانع لي كذا وكذا؟ فيعرفه كل شيء صنعه به⁣(⁣١) من البر والتحفة فقم معي، فيقول: إلى أين؟ فيقول: لأدخلنك⁣(⁣٢) الجنة فإن الله ø قد أذن لي في ذلك فينطلق به آخذاً بيده لا يفارقه حتى يدخله الجنة، بفضل رحمة الله ø لهما ومنِّه عليهما».

  وروى الحاكم في (السفينة) عن محمد بن المنكدر⁣(⁣٣)، عن جابر قال: خرج رسول الله ÷ إلينا فقال: «خرجت من عند خليلي جبريل آنفاً فقال: يا محمد، والذي بعثني بالحق إن لله عبداً من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، فأخرج⁣(⁣٤) الله له عيناً عذباً بعرض الأصبع [أبيض⁣(⁣٥) من بيض الحجر إذا رشح]⁣(⁣٦) بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل، وشجرة رمان تخرج له⁣(⁣٧) كل ليلة رمانة فيصوم يومه، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيءٍ عليه⁣(⁣٨) سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد ففعل، قال: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا صعدنا فنجده في العلم يبعث يوم القيامة، فيقف بين يدي الله تعالى⁣(⁣٩) فيقول


(١) به: سقط من (أ، ب) وهي في الأمالي.

(٢) لأدخلنك: زيادة في (ب)، وفي الأمالي: لأدخلك.

(٣) هو: محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير (بالتصغير) بن عبد العزى القرشي التيمي المدني: زاهد من رجال الحديث، له نحو مائتي حديث، توفي سنة ١٣٠ هـ. (الأعلام ٧/ ١١٢).

(٤) في (ب): وأخرج.

(٥) في (أ): تنبض.

(٦) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).

(٧) له: سقط من (ب).

(٨) في (ب): إليه.

(٩) تعالى: زيادة في (ب).