مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[معنى قوله تعالى: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ...]

صفحة 205 - الجزء 1

  له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: بل بعملي، فيقول الله تعالى للملائكة: قايسوا عمل عبدي بنعمتي عليه، فيوجد عليه نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلاً⁣(⁣١) عليه ...» الخبر بطوله.

  وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه في الجنة)⁣(⁣٢) في بعض خطبه: (وتالله⁣(⁣٣) لو انماثت⁣(⁣٤) قلوبكم انمياثاً، وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دماً، ثم عُمِّرتم في الدنيا ما الدنيا باقية، ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم أنعمه عليكم العظام وهداه إياكم الإيمان)⁣(⁣٥).

  وقال # في خطبة أخرى خطبها بصفين: (ولكنه جعل حقه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلاً منه وتوسعاً بما هو من المزيد أهله)⁣(⁣٦).

  وقال # في خطبة أخرى: (رافق بهم رسله، وأراهم⁣(⁣٧) ملائكته، وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبداً، وصان أجسادهم أن تلقى لغوباً ونصباً: {ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}⁣[الحديد: ٢١])⁣(⁣٨).


(١) في (ب): فضلة.

(٢) في (ب): #.

(٣) في النهج: والله.

(٤) أي ذابت.

(٥) نهج البلاغة الخطبة رقم (٥٢).

(٦) نهج البلاغة ٢/ ١٩٨. شرح محمد عبده.

(٧) في (ب): وأزرهم، ولعل الصواب: وأزارهم.

(٨) نهج البلاغة ٢/ ١١٤.