مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[معنى قوله تعالى: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ...]

صفحة 206 - الجزء 1

  وقال علي بن الحسين زين العابدين # في دعائه المعروف ب (الصحيفة)⁣(⁣١) في دعائه إذا استقال من ذنوبه، أو تضرع في طلب العفو عن عيوبه ما لفظه: (إلهي، لو بكيتُ إليك حتى تسقط أشفار عيني، وانتحبت إليك حتى ينقطع صوتي، وقمت إليك حتى تنتشر قدماي، وركعت حتى ينخلع صلبي، وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي⁣(⁣٢)، وأكلت ترب الأرض طول عمري، وشربت ماء الرماد آخر دهري، وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ما استوجبت بذلك محو سيئة من سيئاتي، وإن⁣(⁣٣) كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك، وتعفو عني حين أستحق عفوك فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق، ولا أنا أهل له باستيجاب⁣(⁣٤) إذا كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار، فإن تعذبني فإنك غير ظالم لي).

  وقد نص القاسم # في كتاب (الرد على الملحد)، والهادي # في (الأحكام) على أن الأعمال شكر لله تعالى، وبالجملة إن ذلك إجماع القدماء من أهل البيت $، وبعض المتأخرين كالإمام شرف الدين #.

  اللهم، إن هذا اعتقادي ولا حق لي عليك إلا ما تفضلت به، فأحيني⁣(⁣٥) على ذلك وأمتني عليه وابعثني عليه وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فإنه من احتج عليك بعمله ومَنَّ به عليك بعد فطرة


(١) الصحيفة السجادية دعاء مشهور، طبع عشرات المرات، وقد تقدمت ترجمة زين العابدين.

(٢) في (أ): حدقاتي.

(٣) في (أ): وإذا.

(٤) في (ب): باستحباب.

(٥) في (ب): فأحييني.