مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(وصف أمير المؤمنين لأقوام آخر الزمان)

صفحة 336 - الجزء 1

(وصف أمير المؤمنين لأقوام آخر الزمان)

  لله أبوهم ألا يخافون أن يكونوا آباءهم! عنى أمير المؤمنين # في قوله: (يكون في آخر الزمان قوم نبغ فيهم قوم مراءون فيتقرأون ويتنسكون لا يوجبون أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المنكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء، وما لايضرهم [من نفس أو مال]⁣(⁣١)، فلو أضرت الصلاة والصيام وسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم⁣(⁣٢) لرفضوها، وقد رفضوا أسنم الفرائض، وأشرفها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض، ألا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصالحين، فريضة بها تُقام الفرائض، وتُحل المكاسب، وتُرد المظالم، وتُعمر الأرض، ويُنتصف من الأعداء، فأنكروا المنكر بألسنتكم وصُكّوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم.

  وأوحى الله ø إلى نبي⁣(⁣٣) من أنبيائه: أني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفاً من شرارهم، وستين ألفاً من خيارهم، فقال: يارب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ قال: «داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي»، روى ذلك أبو طالب # في (الأمالي)⁣(⁣٤).

  وإنما خشيت أن يكونوا إياهم، عنى أمير المؤمنين # بذلك؛ لأنهم رخّصوا في تسليم ما يقوي على ترك المعروف وفعل المنكر؛ طلباً لصيانة


(١) ما بين المعكوفين في الأمالي: في نفس ولا مال.

(٢) وأبدانهم: زيادة من الأمالي.

(٣) هو يوشع بن نون #.

(٤) أمالي أبي طالب. باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٤٠٤.