[طريقة أهل البيت في علم الحديث]
  قلت: ولم يخل زمان من قائم من أهل البيت $ يعلن الحق ويظهره، ويمحو الباطل ويطمسه، لقوله ÷: «لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين»، والمراد به أهل البيت لما صح من الأخبار المشهورة والمتواترة مثل قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
  وقوله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  وقوله ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون» إلى غير ذلك، فقد دلت هذه الأخبار على عدم خلو الزمان منهم، فما ظنك بمن علمه هو: العلم، واتباعه هو: النجاة، وسنده أصح الأسانيد.
  قال العلماء: إن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل محمد ÷ جعل دوامها بدوامه، ودوام أهل بيته $.
  والذي يدل على نجاتهم ونجاة من اتبعهم أدلة كثيرة من الكتاب مثل: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}[الأحزاب: ٣٣]، ومثل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا}[فاطر: ٣٢] وهم: أهل البيت؛ لأنه مجمل بينه: «إني تارك فيكم ...» الخبر، ونحوه وغير ذلك من الآيات.
  وأما الأحاديث فكثيرة.
  روى مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى في كتاب (الإرشاد) عن الديلمي ¦ أنه قال: الأحاديث التي من روايات الفقهاء المتفق عليها