[اعتماد أكثر المحدثين في رواياتهم على أشياع الأموية والعباسية]
  عبدالرزاق(١) ما تركنا حديثه، فكيف يعتمد على من لم يوافق كتاب الله من ذلك! ولا سيما وقد عثر على الكذب فيها(٢)، وذلك في الجبر والتشبيه، وغير ذلك مما صادم قضايا العقول المبتوتة، وآيات الكتاب الصريحة، وقد قال الشعبي(٣)، وهو من عيون العدول عندهم: ما أحدقوا بأحد - يعني من رجال الحديث - إلا كلّفوه أن يكذب.
  وقال شعبة(٤) إمام المحدثين: تسعة أعشار الحديث كذب.
  وقال الدارقطني(٥): ما الحديث الصحيح في الحديث إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.
  وروي أن بعض المحدِّثين(٦) أمر السلطان بقتله فقال: افعلوا ما شئتم، فقد حللّت عليكم الحرام، وحرّمت عليكم الحلال، ودسست في مذهبكم أربعة آلاف حديث، فقال بعضهم: وهذه مصيبة حدثت بعد الثلاثة القرون، ابتلي بها كثير من الحفاظ، يروون الحديث الموضوع ولا يثبتون وضعه، فيسألهم(٧) الله عن ذلك، وأي فائدة لكتب التواريخ؟ إلا كشف الكذّاب وهتكه!
(١) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني: من حفاظ الحديث الثقات، من أهل صنعاء، له (الجامع الكبير) في الحديث، توفي سنة ٢١١ هـ. (الأعلام ٣/ ٣٥٣).
(٢) أي في صحاحهم - تمت حاشية في (أ)، (ب).
(٣) هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، الحميري، أبو عمرو. أحد الأعلام من التابعين، فقيه، محدث، توفي سنة ١٠٣ هـ. (معجم رجال الاعتبار ص ٢٢٣).
(٤) هو شعبة بن الحجاج بن الورد، العتكي الأزدي، مولاهم الواسطي، البصري، أبو بسطام، أصله واسطي سكن البصرة، محدث فقيه، عالم من مشائخ أهل الجرح والتعديل، روى عن الإمام زيد بن علي #، توفي سنة ١٦٠ هـ. (معجم رجال الاعتبار ص ١٩٤).
(٥) هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي: إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراءات وعقد لها أبواباً، ولد بدار القطن (من أحياء بغداد) ورحل إلى مصر، توفي سنة ٣٨٥ هـ. (الأعلام ٤/ ٣١٤).
(٦) في (ب): الملحدة
(٧) في (أ): فليسألهم.