[مما يقدح به عليهم]
  وفي حديث سعيد بن المسيب، كان يحدث عن أصحاب النبي #، أن النبي # قال: «يرد عليّ الحوض رجال من أصحابي، فيجلأون عنه ...»(١) الخبر، أي: يمنعون ويطردون عنه.
  وفي رواية أخرى لأبي هريرة قال: «بينا أنا قائم إذ زُمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: إلى أين؟ فقال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم، ثم ذكر مثل الأول، ثم قال: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم».
  وما روى مسلم في صحيحه، في حديث أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «ترد عليّ أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله، تعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم، تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء، وليصدّن عني طائفة فلا يصلون، فأقول: يا ربِّ، هؤلاء من(٢) أصحابي، فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك»، وفي رواية: «ألا ليُذادنَّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمَّ، فيقال: إنهم قد(٣) بدَّلوا، فأقول: سحقاً سحقاً».
  وفيه عن أبي هريرة أيضاً: «لأذودنَّ عن حوضي رجالاً، كما تذاد الغريبة من الإبل»(٤).
(١) الحديث أورده ابن حجر في فتح الباري ١١/ ٤٦٥، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ١١/ ٣٢٦).
(٢) من: سقط من (ب).
(٣) قد: سقط من (ب).
(٤) صحيح مسلم شرح النووي ١٥/ ٦٤، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.