[مما يقدح به عليهم]
  وفي حديث أنس: «ليردنّ عليّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم، ورفعوا إليّ اختلجوا دوني، فلأقولنّ: أي ربِّ، أصحابي أصحابي(١)، فيقال(٢): إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
  وفي حديث لأحمد - أي ابن حنبل -: «رجال ممن صحبني ورآني».
  ولأحمد من حديث أم سلمة من ثلاث أو أربع طرق: «إنّ من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني»(٣) فبلغ ذلك عمر فأتاها، فقال لها: أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا، ولن أبرئ أحداً بعدك.
  وفيه أيضاً حديث عمار، قال: أخبرني حذيفة عن النبي أنه قال: «في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة، حتى يلج الجمل في سمّ الخياط، ثمانية منهم تكفيهم الدُّبيلة»(٤)، وفي رواية: «كان أصحاب العقبة أربعة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم(٥) حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد».
  وفي تفسير الثعلبي، رفعه إلى ابن المسيب، عن أبي هريرة: أنه كان يُحدّث أن رسول الله ÷ قال: «يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلأون عن الحوض فأقول: يا رب، أصحابي [أصحابي](٦) فيقال: إنَّك لا
(١) في (ب): أصيحابي أصيحابي.
(٢) في (ب): فليقالُنّ.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٦/ ٢٩٠، ٣٠٧، ٣١٧، وهو في كنز العمال برقم (٣١٢١١)، وفي مجمع الزوائد ١/ ١١٢، ٩/ ٧٢، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٣/ ٤٢١).
(٤) الدبيلة: جراح ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً، وهي تصغير دبلة. تمت من النهاية (هامش في الاعتصام ١/ ١٣٨).
(٥) سقط من (ب): منهم.
(٦) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).