مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم العمل بالمظنون عند أهل البيت $]

صفحة 56 - الجزء 1

  الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لا مليٌّ بإصدار ما ورد عليه، ولا أهل لإصدار ما فرط منه)، رواه أبو طالب # في (الأمالي)⁣(⁣١).

  قلت وبالله التوفيق: وهذا كالأول؛ لأنه # قال: (ولم يغن في العلم يوماً سالما)، وقال: (إن أصاب أو⁣(⁣٢) أخطأ لم يعلم؛ لأنه لا يعلم أصاب أم أخطأ)، وقال: (ولا⁣(⁣٣) يعض على العلم بضرس قاطع).

  وروى زيد بن علي⁣(⁣٤) # في (مجموعه) عن علي # أنه قال: (لا يفتي الناس إلا من قرأ القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، وفقه السنة، وعلم الفرائض والمواريث)⁣(⁣٥).

  وقال زين العابدين علي⁣(⁣٦) بن الحسين @ في دعائه المعروف (بالكامل): (اللهم، إني أعوذ بك من هيجان الحرص، ... إلى أن قال: وأن نعضد ظالماً، أو نخذل ملهوفاً، أو نروم ما ليس لنا بحق، أو نقول في العلم بغير علم).


(١) أمالي الإمام أبي طالب ص ٢٥٨ - ٢٥٩، باب الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك برقم (٢٤٣) بسنده عن الحارث الأعور الهمداني، عن علي #.

(٢) في (ب): وأخطأ.

(٣) في (ب): ولم.

(٤) هو الإمام الشهيد الأعظم الثائر زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، أبو الحسين العلوي الهاشمي، من أعلم الناس وأخطبهم وأفصحهم، وهو حليف القرآن، مولده بالمدينة وأقام بالكوفة، ورضع العلم من بيت النبوة على يد والده وأخيه الباقر، وثار على الظلم، ورفع الراية التي سقطت في كربلاء، وبايعه أهل الكوفة وأربعون ألفاً على الدعوة إلى الكتاب والسنة وجهاد الظالمين، ونصرة المستضعفين، وإعطاء المحرومين، والعدل في قسم الفيء ورد المظالم، ونصرة أهل البيت، وخاض معركته بالكوفة حتى استشهد #، وحمل ونصب رأسه على باب دمشق، أما جسده الشريف فقد صلب بالكوفة فترة طويلة، له الكثير من المؤلفات منها (تفسير غريب القرآن) و (مجموعه الحديثي والفقهي الشهير) والكثير من الكتب والرسائل وإلى هذا الإمام العظيم ينتمي أتباع المذهب الزيدي، وفي سيرته كتب كثيرة. انظر: (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين ص ١٥٦).

(٥) مجموع الإمام زيد بن علي @ ص ٢٥٧ طبعة مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع) الثقافية.

(٦) تقدمت ترجمته.