وقال الهادي # في كتاب (الجملة) ما لفظه: (وأن من دينهم - يعني المسلمين - التثبت فيما غاب عنهم، حتى يجيئهم اليقين من تواتر⁣^(⁣١) الأخبار وتظاهرها)، ثم⁣^(⁣٢) ساق كلاماً إلى أن قال ما لفظه: (وأنهم يعملون بالأخبار المجمع عليها، ويشكّون في القول الشاذ، وإن روي عنه صلى الله عليه وآله)⁣^(⁣٣) وجميع ذلك يدلك على أنهم $ لم يعتمدوا إلا على المتواتر، والمجمع عليه من السنة، أو ما وافق كتاب الله دون ما عدا ذلك.

[حكم خبر الواحد يثمر العلم مع القرينة]

  وأما كون خبر الواحد يثمر العلم مع القرينة:

  فقال المؤيد بالله، والمنصور بالله⁣^(⁣٤) في رواية، والإمام يحيى⁣^(⁣٥)،

(١) في (ب): متواتر.

(٢) في (ب): وساق.

(٣) مجموع رسائل الإمام الهادي ص ١٨٨، كتاب الجملة طبعة مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع) الثقافية.

(٤) هو الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة الحسني اليمني، أحد عظماء الإسلام ونجوم الآل الكرام، إمام مجتهد، مجدد، اكتملت فيه جوانب العظمة في شخصية الإنسان الرسالي، وفاق مجتهدي عصره علماً وأدباً وجهاداً، قام بالإمامة بتكليف من علماء عصره وأهل الحل والعقد في زمنه سنة ٥٨٣ هـ، أخباره كثيرة ومناقبه غزيرة ومؤلفاته شهيرة منها: (الشافي) (العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين) وعشرات الكتب والرسائل طبعت مؤخراً بتحقيق الأستاذ عبد السلام عباس الوجيه. (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٥٧٨).

(٥) هو الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم (٦٦٩ - ٧٤٩ هـ)، أحد أعلام الفكر الإسلامي في اليمن، ونجوم الآل الكرام، وأكابر علماء الزيدية، إمام مجتهد، مفكر، زاهد، اشتغل بالمعارف الإسلامية من صغره، وصحب الإمام المتوكل المطهر بن يحيى في حربه، ومصنفاته كثيرة، يروى أن كراريس تصانيفه زادت على أيام عمره، ومن مؤلفاته: (الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار) الموسوعة الكبرى في الفقه المقارن، و (تصفية القلوب) و (الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي) تحت الطبع بتحقيق الأخ المحقق خالد قاسم المتوكل، وعشرات غيرها، انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ١١٢٤).