[حكم من رد نصوص من الكتاب والسنة]
  يشرع شيئاً من ذلك، وعدم كون ذلك مشروعاً معلوم من الدين ضرورة، ولأن اعتقاد أن الجن أو الأيام أو نحوها(١) تضرُّ ردٌّ لقوله تعالى: {لَهُ مُعَقّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله إِنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ الله بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}[الرعد: ١١]، وقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}[الطارق: ٤].
  وعن علي # ما معناه: (إن الحفظة $ لا يزالون يَذِبُّوْنَ عن الإنسان، فإذا نزل القضاء من السماء اعتزلوه وخلّوا بينه وبين القضاء).
  واعتقاد أن للجن ونحوها تأثيراً في حصول الولد ردّ لقوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}[فاطر: ٣]، وكذلك اعتقاد أن لها تأثيراً في شفاء المريض ردّ لقوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}[النمل: ٦٢]، وقوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِه فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً}[الإسراء: ٥٦]، وقوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا}[التوبة: ٥١]، ولا يُرِدُ على هذا الطب؛ لأن الله ينفع بما أودع فيه من حرارة تسخن برودة، أو برودة تطفئ حرارة، أو رطوبة تعدل يبوسة، أو يبوسة تعدّل رطوبة، فهو كإحراق النار الكائن بفعل الله الذي فعله فيها وهي الحرارة، على أنه قد قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}[النحل: ٦٩].
  وروي عن أبي الدرداء(٢) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «إن الله ø أنزل الداء والدواء فتداووا، ولا تداووا بالحرام»(٣) فثبت أن الشفاء
(١) في (ب): ونحوها.
(٢) هو عويمر بن مالك، وقيل: عامر، وقيل: ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أسلم عقيب بدر، كان من عُبّاد الصحابة، أخرج له أئمتنا الخمسة والشريف السيلقي وأبو الغنائم النرسي والجماعة. (لوامع الأنوار ٣/ ١٨٠).
(٣) الحديث بلفظ: «إن الله أنزل الداء والدواء» عزاه في موسوعة أطراف الحديث إلى سنن أبي داود برقم (٣٨٧٤)، وإلى السنن الكبرى للبيهقي (١٠/ ٥)، وإلى جمع الجوامع للسيوطي برقم (٤٧١٤)، وعزاه إلى كنز العمال برقم (٢٨٣٢٤) وغيرها، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٣/ ١٤٠).