مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب تعريف الناس بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 86 - الجزء 1

  تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}، والوجه في ذلك أن الخطاب إذا وجه إلى رئيس القوم فيما لا تقوم قرينة على اختصاصه به يكون عاماً في عرف اللغة، ألا ترى أن الملك يقول لأمير الجيش: قاتل من قاتلك؟ ويريد بذلك الأمير والجيش كلهم لكن وجه الخطاب إليه؛ لكونه رئيسهم، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وآله أنه كان إذ أمّر رجلا على سريته⁣(⁣١) قال له: «إذا لقيك عدّوك من المشركين فادعهم إلى أحد⁣(⁣٢) ثلاث خصال ...»، الخبر إلى أن قال: «فإن أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم»⁣(⁣٣)، ولأن ما ذكرته هو السابق إلى الفهم، وذلك من أقوى دليل⁣(⁣٤) الحقيقة، ونبينا صلى الله عليه وآله رئيس أمته، وذلك معلوم من الدين ضرورة، فوجه [الخطاب]⁣(⁣٥) إليه صلى الله عليه وآله في كثير مما أمرنا به فتأمل، ولقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١]، وهذا خبر بمعنى الأمر بإجماع العترة $، وجماهير علماء الأمة، ولأنَّا قد أُمِرْنَا باتّباعه في جميع أفعاله وأقواله إلا ما يخصه⁣(⁣٦) دليل قال تعالى: {قل إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٣١] الآية، ونحوها، وقد قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}⁣[النور: ٦٣]، وقد رخَّص في ذلك شذوذ من الناس، ولو مع ظن التأثير.


(١) في (ب): سرية.

(٢) في (ب): إحدى.

(٣) الحديث بلفظ: «إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم ...» إلخ في صحيح مسلم باب الجهاد برقم (٣)، وفي السنن الكبرى للبيهقي (٩: ١٥، ٤٩)، وفي شرح السنة للبغوي (١١: ٦)، وفي سنن أبي داود برقم (٢٦١٢) وفي غيرها من المصادر، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ١/ ٤٠١).

(٤) في (ب): دلائل.

(٥) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).

(٦) في (ب): خصّه.