[العدل]
[العدل]
  ثم يجب على العبد المؤمن بعد هذا فيما بينه وبين ربه أن لا ينسب إلى الله سبحانه ما قد تبرأ إليه في جميع كتبه، لأن الله تبارك وتعالى قال في محكم كتابه، وما تعرَّف به من الإحسان والعدل والرحمة إلى عباده: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ النّاسَ شَيئًا وَلكِنَّ النّاسَ أَنفُسَهُم يَظلِمونَ}[يونس: ٤٤]. وقال تبارك وتعالى في كتابه الناطق، وما أخبر به عن نفسه من الخبر الصادق: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظيمًا}[النساء: ٤٠]، هو قال تبارك وتعالى في المحكم من قوله، ما لا تبديل له ولا يشك فيه من آمن به من السماوات والأرض: {مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَساءَ فَعَلَيها وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ}[فصلت: ٤٦]. وقال: {وَمَا اللَّهُ يُريدُ ظُلمًا لِلعالَمينَ}[آل عمران: ١٠٨]. وقال تعالى في قوله المحكم، وتنزه من الجور والظلم: {ذلِكَ بِما قَدَّمَت أَيديكُم وَأَنَّ اللَّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ}[الأنفال: ٥١]. وقال سبحانه وهو يذكر من عذب بدَينه من المدينين: {وَما ظَلَمناهُم وَلكِن كانوا هُمُ الظّالِمينَ}[الزخرف: ٧٦]. وقال تعالى متعرفا بعدله، ورحمته وفضله، إلى خلقه أجمعين، فيما نزل على رسوله من وحي كتابه المبين: {تِلكَ آياتُ اللَّهِ نَتلوها عَلَيكَ بِالحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُريدُ ظُلمًا لِلعالَمينَ}[آل عمران: ١٠٨].