باب الزهادة
  للعبد مبسوطة ما لم تغرغر نفسه»، وقال الله سبحانه: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ فَاستَغفَروا لِذُنوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَم يُصِرّوا عَلى ما فَعَلوا وَهُم يَعلَمونَ ١٣٥ أُولئِكَ جَزاؤُهُم مَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم}[آل عمران: ١٣٥ - ١٣٦]، فأوجب تعالى المغفرة على شريطة ترك الإصرار وتعجيل الإنابة، فهذا معنى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #: «من أشفق من النار رجع عن المحرمات».
باب الزهادة
  وهي الشعبة الثالثة من الصبر، والزهادة أن يكون العبد متهاونا بالدنيا بقلبه، ويقنع بما أعطاه الله منها من غير حرص ولا طمع، ولا استشراف إلى ما تطلَّع إليه الأنعش.
  وأول باب الزهد في الدنيا القناعة، فإذا دخل العبد في القناعة دخل درجة الزهد، وذلك أن القانع لا يريد أكثر مما أعطي لرضاه عمن أعطاه، ولعلمه بأن ما أعطاه هو الخير له دون ما سواه، فهو غير متمن للزيادة، وهو صارف