وقال مالك بن دينار: قال لي عبد الله الرازي: يا مالك كان أهل العلم بالله والقبول عنه يقولون: «الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، والسبع يقسي القلب ويفتر البدن، فأعونُ الأخلاق على الزهد في الدنيا قصر الأمل ومراقبة الأجل».

  فقد فسرنا الزهادة في الدنيا والأربع الخلال التي زهد الزاهدون من أجلها، وهو معنى قول علي بن أبي طالب #: «من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات»، وكذلك هو وبالله نستعين.

باب الترقب

  وهو الشعبة الرابعة من الصبر، والمراقبة لله على وجهين:

  مراقبة لله في السر والعلانية وهو رأس الخشية من الله، فهو أعلى الجهتين وأشرفهما عند الله منزلة.

  ومراقبة الموت وهو الوجه الثاني الذي ذكره علي بن أبي طالب # فقال: «من ترقب الموت سارع في الخيرات»، وهو قصر الأمل ومراقبة الأجل.

باب المراقبة لله ø

  وهو الوجه الأول، فمن راقب الله في السر والعلانية استوت سريرته وعلانيته، ومن كان مراقبا لله بقلبه عند كل خطرة يحبها الله وعند كل خطرة يكرهها