مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الإيمان

صفحة 179 - الجزء 1

  وقال الزبير بن العوام، وأبو موسى الأشعري: «كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله إذا فقدوا الوسواس من قلوبهم عدوها نقصا»، وقال أبو هريرة وغيره: عن النبي قال: «جاء قوم من أصحاب النبي ÷ فشكوا ما يلقون من الوسواس، فقالوا: يا رسول الله إنا لنجد في قلوبنا ما نتعاظم أن نتكلم به، وأن لنا ما طلعت عليه الشمس. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله: وقد وجدتموه؟! قالوا: نعم، يا رسول الله. قال #: أبى عدو الله إلا الوسواس وذلك صرح الإيمان»، يعني كراهيتهم لما ألقى الله إليهم، فأهل المعرفة بالله إذا فقدوا الوسواس التي هي دليل الحرب والعداوة بينهم وبين عدوا الله، خافوا أن يكون قد ظفر بهم، وهم لا يأمنون عداوته لهم على كل حال، أرأيتك ولو كان لك عدو ذاهل تراه وتشاهده وقد برز لك للحرب عداوة لك، كيف كان يكون حالك عنده لو غفلت عنه؟! فكيف يكون حالك مع عدو قد غاب عنك إذا غفلت عنه وهو غير غافل عنك عن إزالتك عن دينك.