مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب شرح اليقين

صفحة 218 - الجزء 1

  حقا هو لله فيهما. قال: وما شكر البطن؟ قال: أن يكون فيه العلم والصبر، العلم باطنه، والصبر ظاهره، ويكون طعامه العلم، وشرابه الصبر. قال: وما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت بهما منيبا حسدته واستعملت بهما مثل عمله، وإن رأيت ميتا مقَتَّه وكففتهما عن مثل عمله. قال: فما شكر الفرج؟ قال: كما قال الله ø: {إِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَ ٦ فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ ٧}⁣[المؤمنون: ٦ - ٧، المعارج: ٣٠ - ٣١]»، فإذا كنت كذلك كنت فاعلا ما فعلت لله مخلصا له لا لغيره، وأنت شاكر لله حق الشاكرين.

  قال: وأما مَن شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه، فإنما مثله مثل رجل أعطاه الله كساء فأخذ طرفه وترك سايره، فلم ينفعه ذلك من البرد والثلج، فأهل المعرفة بالله اعتبروا بسلفهم من الصالحين، فأخذوا على مناهجهم وطريقهم فكانوا خلفائهم من بعدهم، وأشركهم الله في أعمالهم، وقال النبي صلى الله عليه وآله وفي حديث أبي ذر، وأنس بن مالك: «جاء إعرابي إلى النبي ÷، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟! فقال النبي: ما أعددت لها يا أعرابي؟! فقال: ما أعددت كثيرا، من صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: من أحب قوما فهو معهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم»، وكذلك من اهتدى بقوم اتبع