مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب شرح اليقين

صفحة 219 - الجزء 1

  طريقهم، ومن أحب قوما أحب أن يفعل كفعلهم، وإن لم يشهدهم وجُعل معهم.

  ثم استعمل أهل المعرفة والعبرة من غيرهم فشاهدوا ما فعل بهم بقلوبهم، إذ أمرهم الله بذلك في كتابه وضربهم لهم مثلا، كأنهم شاهدوهم ونظروا إلى ما أصابهم، لقوله: {وَسَكَنتُم في مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَموا أَنفُسَهُم وَتَبَيَّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ}⁣[إبراهيم: ٤٥]، ثم قال: {فَهَل يَنتَظِرونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم قُل فَانتَظِروا إِنّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرينَ}⁣[يونس: ١٠٢]، يقول: إما أن ينزل الإستيصال أو الموت. وقال تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا}⁣[الأحزاب: ٦٢]، يخبر بإهلاك قوم لوط: {فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ ٨٢ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ ٨٣}⁣[هود: ٨٢ - ٨٣].