مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب شرح اليقين

صفحة 220 - الجزء 1

  قال أبو إمامة: عن النبي #: «يصبح قوم من هذه الأمة على معازفهم وخمورهم ولهوهم، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير، فقال النبي #: والذي نفسي بيده ليكون في هذه الأمة مسخ وخسف فف وقذف، وليرسلن عليهم الريح العقيم، وليرسلن عليهم بقية الحجارة التي أرسلت على قوم لوط»، والأخبار في هذا كثير وفيما قلنا معتبر لأولي الألباب، ولأولي النهى والأبصار.

  فأهل المعرفة بالله والاعتبار من شدة اعتبارهم قد شاهدوا ما أصاب القوم بقلوبهم، وهم يخافون مع شدة اجتهادهم واعتذارهم أن يصيبهم مثلما أصابهم، من شدة خوفهم، ولما يعلمون من سالف دنوبهم، فلما صاروا كذلك صاروا كأنهم كانوا معهم، وذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله عهد إليهم في غير خبر، روى أبو واقد الليثي، وأبو هريرة، وغيرهما: أن النبي ÷ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم معهم. قيل: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن إلا هم»، فخافوا أن يكونوا الذين عنى