مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 224 - الجزء 1

  بينكم، ثم لا تجدونني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا»، وقال النبي ÷: «ما لي مما أفاء الله عليكم إلا مثل هذه من الخمس، ثم ضرب بيده إلى وبرة من بعير، ثم قال: والخمس مردود عليكم».

  قال: وروي عن الشعبي «أن عمر بن الخطاب كان بينه وبين أبي بن كعب خصومة فجعلا بينهما زيد بن ثابت فأتياه في بيته، فقال له عمر: أتيناك في بيتك وفي بيته يؤتى الحكم، فرفع عمر إلى صدر المجلس، فقال له عمر: هذا أول جورك جررت في حكمك، أجلسني أنا وخصمي مجلسا واحدا، فقصا عليه القصة، فقال زيد لأبي: اليمين علي أمير المؤمنين، وإن شئت أعفيته، فأقسم عمر ثم أقسم لزيد أنه لا يدرك مجلس العدل حتى لا تكون لي عندك على أحد من الناس فضيلة».

  وكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية بن أبي سفيان «لو عدلت على أهل الأرض كلهم ثم جرت على رجل واحد لمال جورك بعدلك». والأخبار في هذا تكثر.

  فمن قام في درجة العدل أنصف الناس من نفسه واقتص لهم منها، كما فعل النبي ÷ «أقص أبا ذر من نفسه». وقال أبو