مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب غايص الفهم

صفحة 225 - الجزء 1

  هريرة: عن النبي ÷ أنه قال: «من كان عنده لأخيه مظلمة فليقص من نفسه، أو ليتحللها منه، قبل أن يقتصها منه في يوم لا دينار فيه ولا درهم»، لا وإنما يقع القصاص حينئذ على جسده.

باب غايص الفهم

  وهو أول شعب العدل. فغايص الفهم هو تأييد من الله يمن به على القابلين ينالون به غايص الفهم، وهو تأييد ثواب الأعمال، فقصدوا عند ذلك بفهمهم من العلم إلى ما أمرهم الله به ورسوله، فلم يجاوزوه إلى غيره، ولم يتكلفوا ويعتقدوا ويعنوا إلا بما صح عندهم من العلم، ولم يتكلفوا علم ما لم يكلفوا علمه، إذ علموا أن الله يسألهم عن تكلفهم ما لم يكلفهم ثم تكلفوا، فخافوا عند ذلك فلم يجاوزوا محكم القرءان والسنة، فما دلا من فروع العلم، فواقفوا أنفسهم عند المتشابة من علمهم أنه غير ناقض للمحكم، ثم يحثوا عن العلم الذي اختلف فيه أهل الجهل، فأصابوا حقيقته بغايص فهمهم من محكم كتاب ربهم، وسنة نبيهم، وفِطَرِ عقولهم الذي احتج الله به على خلقه،