مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 241 - الجزء 1

  وقال وهب بن منبه: «كان أهل العلم ممن كان قبلكم استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم فزهد أهل العلم في دنياهم رغبة في علمهم، وأهل العلم اليوم بذلوا علمهم رغبة في دنيا غيرهم فزهد أهل الدنيا في علمهم، لسوء موقعه عندهم». وذكر أن الحسن مر على باب من أبواب الملوك الجبابرة فرأى أقواما عليهم زي النسك فقال لهم: ما لي أراكم شمرتم ثيابكم، وجززتم شعوركم، وقصرتم أكمامكم، فضحتم القرءان فضحكم الله، ثم قال: أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، قوموا فتفرقوا فرَّق الله بين أجسادكم وأرواحكم.

  وروي أن عيسى بن مريم # عاب علماء عدلوا عن الحق، فقال: «علماء السوء يصفون البعوض من شراركم ويزدردون الجمال بأحمالها، يصلون الصلاة في زوايا المساجد، ويأكلون من ذخائر الأرامل، ويوقدون في قبور الأنبياء، مراتب اليتامى تكرمة لهم ويحمل أحدكم العشر على ظهر أخيه ولا يمسه بيده، يا أشباه القبور المجصصة، أعلاها حسن، وفيها النتن». وقال أيضا في حديث آخر: «يلبسون مسوك الضأن في قلوب الذياب، ألسنتكم أحلى من السكر، وقلوبكم أَمَرُ من الصبر»، والأخبار في هذا