مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 242 - الجزء 1

  تكثر، فهذا دليل على الظاهرة، وهو العلم الذي قال النبي #: «علم في اللسان وميراثه النفاق»، كما قال أيضا: «أكثر منافقي أمتي قراؤها»، في حديث حذيفة. فهذا ميراث أهل العلم الظاهر، الطالبين به الرياء والسعة، إذ أعمالهم للدنيا ظاهرة والتصنع لأهلها، كما قال الله سبحانه: {وَمِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيُشهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ}⁣[البقرة: ٢٠٤]، وكما قال: {وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا فَبِئسَ ما يَشتَرونَ}⁣[آل عمران: ١٨٧]، وقال: {فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ}⁣[التوبة: ٣٨]، {قُل مَتاعُ الدُّنيا قَليلٌ وَالآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظلَمونَ فَتيلًا}⁣[النساء: ٧٧]، وقال المسوردي أخو بني بهر: عن النبي ÷ أنه قال: «والذي نفسي بيده ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يبل أحدكم إصبعه السبابة في اليم فلينظر بم ترجع إليه». وقد فسرنا زهرة العلم والله محمود. وعلم الباطن