[كلام الله مخلوق محدث]
  وكذلك قوله سبحانه: {هَل يَنظُرونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللَّهُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ}[البقرة: ٢١٠]، يعني تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم أمر الله وحكمه وعقوبته وآياته، وما يُرعب أهل معصيته من الغمام وغيره من عقوبته.
  وكذلك قوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم وَأَتاهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرونَ}[النحل: ٢٦]، يعني: أتاهم أمر الله سبحانه وعقابه، وأخذه وعذابه، من حيث لم يحتسبوا، وإتيان الله سبحانه إتيان أمره وقدرته، وحكمه وسلطانه وقوته، لا بالانتقال والزوال، لأن الزائل مدبَّر محتاج إلى الانتقال، لولا حاجته إلى الزوال لم يزل، والله جل وتقدس أجلُّ وأعلى وأقدر من أن يزول أو ينتقل، ولهذا نفى الموحدون عن الله سبحانه الزوال والانتقال.
[كلام الله مخلوق محدث]
  ومما غلطت به المشبهة الضُّلال، قول ذي العزة والجلال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا}[النساء: ١٦٤]، فذهبوا إلى أن الله - تعالى عما يقولون علوا كبيرا - تكلم بلسان وشفتين، وخرج الكلام منه والصوت كما يخرج من المخلوقين، فكفروا حين ذهبوا إلى هذه الصفة كفرا بينا.
  ومعنى كلامه سبحانه عند أهل العلم به: أنه أنشأ كلاما أحدثه كما يشأ، فسمعه موسى صلى الله عليه وفهمه، ولم يجعل الله بينه وبين موسى ملكا رسولا، وأسمعه النداء، فقال: {إِنّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ}[القصص: ٣٠] والنداء غير المنادي، والمنادي هو الله جل ثناؤه، والنداء غير الله