مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 253 - الجزء 1

  نال روضة الحلم بقهر غلبة الهوى، فإذا ضعفت دواعي الهوى، وضعفت منازعته ذلعت النفس ولم يطعها إلى التغرر بهواها، فحينئذ تعتق القلب من أسر الهوى وغلبة النفس».

  وكذلك روي عن النبي صلى الله عليه في حديث أبي هريرة: «أنه مر بقوم يتعاطون حجرا، فقال لأصحابة: من الشديد عندكم؟ قالوا: يا رسول الله الصراعة للرجال، فقال لهم: ليس الشديد الذي يشغل الحجارة ولا الصرعة للرجال، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، والأخبار في ذلك تكثر.

  فمن وصل إلى روضة الحلم طابت له الحياة الدنيا، وكان الناس منه في راحة وسرور، ونفسه منه في تعب ومشقة، ومجاهدة شديدة، وذلك أنه يأخذ من نفسه لغيره، ولا يأخذ لها بحقها من غيره، إلى من الوجه الذي يقيم الحكم لله