باب الجهاد
  مطاع» له ظاهر وباطن، فظاهره شح الإنسان بماله على نفسه، وهو على يقين من فراقه، وباطنه شحه في الحقيقة بمال غيره على نفسه وقد خَوَّله، وذلك أن ماله عارية لله في يده، وإن كان في حكمه قد ملكه بتخويله، وهذا فيما يتعارفه الناس فيما بينهم النذالة، لأن فيما يتعارف أن من بخل على محتاج بماله فمقصر عن الفضيلة في نفسه، ومن بخل عليه بمال غيره فذلك غاية النقص والنذالة عندهم، كيف به عندهم إذا كان حكمه في نفسه بمال غيره؟!
  والباطن من الشح المطاع الذي له أيضا باطن وظاهر، شح العبد بنفسه على ربه وهو مالكه، وفيما يتعارفة الناس بينهم أن من شح على رب مالك بملكه فقد بلغ غاية النقص والشح، ولا سيما وللمالك عليه من الأيادي على المخَّول له ماله، لا ما يسوغ له معه البخل عليه بما كان لو كان له، فكيف بما هو له دونه؟!
  وباطن الشح أن العبد لم يشح في الحقيقة على ربه، لأنه غير محتاج إليه، ولا منتفع بطاعته، وإنما أمره بطاعته لينفع نفسه، فكأنه في حقيقة شحة إنما شح