باب الفرق بين العقل والهوى
  يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ}[التوبة: ١١١]، ثم بين من يستحق هذا الفوز والثواب العظيم وبما وصفهم به، ليعمل كل على بينة من ربه، ولئلا يظن من لا علم له أن كل مقاتل يستحق ذلك، فقال ø: {التّائِبونَ العابِدونَ ...}[التوبة: ١١٢] الآية، فأخبر أن هؤلاء هم المؤمنون المستحقون لكامل ما وصفهم به للموعود من ثوابه، والجزيل من كرامته.
  وقال ø: {كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم}[البقرة: ٢١٦] الآية.
  وقال جابر بن عبد الله، وعبادة بن الصامت: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه على ألا نفر»، قال جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع، وغيرهما: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه على السمع والطاعة في المنشط والمكسل، وعلى الفقه في العسر واليسر». وقد ذم الله ø أقواما