مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 269 - الجزء 1

  يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ}⁣[التوبة: ١١١]، ثم بين من يستحق هذا الفوز والثواب العظيم وبما وصفهم به، ليعمل كل على بينة من ربه، ولئلا يظن من لا علم له أن كل مقاتل يستحق ذلك، فقال ø: {التّائِبونَ العابِدونَ ...}⁣[التوبة: ١١٢] الآية، فأخبر أن هؤلاء هم المؤمنون المستحقون لكامل ما وصفهم به للموعود من ثوابه، والجزيل من كرامته.

  وقال ø: {كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم}⁣[البقرة: ٢١٦] الآية.

  وقال جابر بن عبد الله، وعبادة بن الصامت: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه على ألا نفر»، قال جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع، وغيرهما: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه على السمع والطاعة في المنشط والمكسل، وعلى الفقه في العسر واليسر». وقد ذم الله ø أقواما