باب الفرق بين العقل والهوى
  وثم نزل ففتح عليهم الباب فدخلوا عليهم فكان القرد يجيء إلى قرائبه وابن عمه، والقردة تجيء إلى قرائبها وابن عمها فلا يعرفه أنه الرجل حتى يجيء ويحرك ذنبه، فيقول له الرجل: من أنت؟ فلان؟ فيقول: برأسه، أي: نعم، ثم بسط يده ويقول: ذلك بما كسبت يدك وتدمع عيناه، فلما بلغ ابن عباس هذا الموضع بكى حتى علا بكاوءه، ثم قال: والله ما سمعت الله ذكر أنه نجا إلا الفرقة التي نهت واعتزلت، ولقد أهلك الفريقين جميعا التي غضبتن والتي نهت وأقامت معهم، ثم تلا ابن عباس {فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ أَنجَينَا الَّذينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَأَخَذنَا الَّذينَ ظَلَموا ...}[الأعراف: ١٦٥] الآية، فلم يرض الله ø من أهل العلم والقيام له بالتقصير إلا بحقائق التعبير، وهو النهي لهم والعزلة عنهم والمباينة لهم في أفعالهم وأقوالهم ومستقرهم ومقامهم.
  وقال أبو ذر رحمة الله عليه: يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَن ضَلَّ إِذَا اهتَدَيتُم}[المائدة: ١٠٥]، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «أيما قوم عُمل بينهم بالمعاصي فلم يأخذوا على يدي الظالم إلا عمهم الله على بعقاب من عنده»، وقال المعرور بن أسود: عن أم سلمة زوج النبي ÷