[وصيته باجتناب الزنا]
  {فَإِن تَوَلَّوا}[آل عمران: ٣٢] يعني سبحانه: فإن أعرضتم وتوليتم عن طاعتي وطاعة رسولي التي بها أُمرتم فإن الله لا يحب الكافرين.
  فعليك يا بني بطاعة الله وتقواه، وبغض معصيته وعداوة من عصاه، فتنجوا بإذن الله يا بني بطاعة الله من كل بلاء وشر، وتظفروا بالفوز والملك الباقي الأكبر، من ثواب الله لمن أحبه الله بالطاعة، وتنجوا يا بني بتقواه من عذاب النار والخلد فيها، الذي حل بأهل المعصية ومن تهاون بأمر الله فعصاه وخالفه.
  فحرموا على أنفسكم في أيامكم القصيرة، ومدة حياتكم اليسيرة، ما حرَّم، واتقوه بالانتهاء عن معاصيه وعظايمها وكبائرها التي عظَّم، فإنه لم يحرم سبحانه إلا خبيثا قبيحا، كتحريمه لحم الخنزير والميتة، وحرم الدم المسفوح، فأي خبيث أو ممقوت منتن غثيث أخبث من الميتة والدم المنتن المسفوح؟! وكذلك ما حرم من الخنزير لنتنه وقبحه، فهو أقبح من كل مقبوح، وقد عوض بتحريم لحم الخنزير والميتة والدم إحلال ما لا يحصى من لحوم الطيور والدواب والبهائم.
[وصيته باجتناب الزنا]
  وحرم سبحانه الفاحشة من الزنا، فإن الزنا - يا بني - عند الله من أكبر الكبائر، وأعظم الفحشاء، لما في ذلك من فساد الأنساب، وخراب الدنيا، والدَّخل في الأولاد والأرحام، وبطلان ما حكم الله به في ذلك من الأحكام، فليس في الزنا إربة في شهوة إلا وفي النكاح أفضل منها، بل في الزنا أعظم المعصية في مواقعه الفاحشة العظمى الكبيرة، التي قد أكد الله النهي عنها، وإنما يزني الزاني بمرأة من النساء قد أحل الله بالنكاح أجمل منها جمالا، وأفضل منها حالا، والحمل فيما يتوق إليه الرجل من المرأة كمالا.