مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[التحذير من اللواط]

صفحة 354 - الجزء 1

  فجاج الدنيا، بالأزواج الحلال الحسان، بالمهور اليسيرة، والأثمان في ملك اليمين القليلة، قال الله سبحانه وتعالى في صفة المؤمنين، وهو يخبر منهم عن الناجين: {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ ١ الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ ٢ وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ ٣ وَالَّذينَ هُم لِلزَّكاةِ فاعِلونَ ٤ وَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ ٥ إِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَ ٦ فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ ٧ وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَ ٨ وَالَّذينَ هُم عَلى صَلَواتِهِم يُحافِظونَ ٩ أُولئِكَ هُمُ الوارِثونَ ١٠ الَّذينَ يَرِثونَ الفِردَوسَ هُم فيها خالِدونَ ١١}⁣[المؤمنون: ١ - ١١]، فأخبر الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الآيات أن من فعل فيها وفيما وصف منها ما به أمر، وانتهى عما نهى عنه في هؤلاء الآيات وازدجر، كان عنه سبحانه راضيا، وجعله للفردوس في جنات النعيم دارثا، وكان فيها باقيا مخلدا.

  فماذا يا بني في هذه العشر الآيات؟ من الوصايا من الله الشرائف الكريمات؟ فأي وصايا لا تبلغها وصايا؟! وقد أمرت بفضائل الخيرات والمكارم، ونهت عن منكر جليل من فاحش البلايا.

  وكم يا بني لسيدي وسيدكم، ومولاي ومولاكم، في كتابه من هذا القرءان العظيم الذي نزل على نبيه من وصية ووصية جامعة؟ وعظة بالغة وعظات حكيمة نافعة؟ فقفوا إذا قرأتموه على وصايا الله فيه الجامعة، تعرفوا إذا وقفتم وتفهمتم الأمور كلها الضارة والنافعة.

[التحذير من اللواط]

  واحذروا يا بني - عصمكم الله - الخطيئة والفاحشة العظمى، التي ليست خطية ولا فاحشة أعظم منها فوق الأرض ولا تحت السماء، وهي الفاحشة