[التحذير من اللواط]
  الكبرى، وقد نهى الله عنها وزجر في مواضع كثيرة من القرءان، نهيا وتحريما مؤكدا مكررا، وهي من أنكر المنكر، عند من آمن وكفرن من كل أسود وأحمر، وهي إتيان الذكور، وذلك عند الله من أفحش الكبائر والشرور، ولو لم ينزل الله من ذلك نهيا وتحريما، لكان ذلك في معقول البشر والخلق كلهم جميعا حراما، وخروجا من المعقول كبيرا، فضيعا قبيحا هائلا منكرا، أن يكون ذكرٌ يركب وينكح ذكرا، لأن الذكران إنما خلقهم الله لمزاوجة الإناث، لما في ذلك مما أراد الله سبحانه بالناس من النماء والتناسل والكثرة والإنبثاث، فاعلين لا مفعولا بهم، والفعل منهم إنما أحله الله لهم في أزواجهم وملك أيمانهم، فقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ}[النساء: ١]، وقال في تحريم إتيان الذكور مرددا، وفيما عاقب به من فعل ذلك وما هو عليه من سخطه لمن أتاه موكدا، وهو يذكر عن نبيه لوط، وما كان من إنكاره على قومه لهذا الذنب العظيم عند الله المسخوط: {أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ ٨٠ إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ ٨١}[الأعراف: ٨٠ - ٨١]، وقال: {أَتَأتونَ الذُّكرانَ مِنَ العالَمينَ ١٦٥ وَتَذَرونَ ما خَلَقَ لَكُم رَبُّكُم مِن أَزواجِكُم بَل أَنتُم قَومٌ عادونَ ١٦٦}[الشعراء: ١٦٥ - ١٦٦].
  وقال سبحانه عن لوط، ﷺ فيما كان ينهاهم عنه من الذنب الأعظم المسخوط: {وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ وَأَنتُم تُبصِرونَ ٥٤ أَئِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ تَجهَلونَ ٥٥}[النمل: ٥٤ - ٥٥]، وقال سبحانه وهو يخبر عن تدميره لهم، وما عذبهم به من الخسف بهم، ورميهم بالحجارة قبل الخسف، وما حل بهم