[تحريم الخمر في السنة]
  الرابعة كان حقيقا على الله أن يسقيه من طينه الخبال». قال خالد بن حسان: عن زيد بن راشد، عن الحسن، عن أبي سعيد، أن رسول الله ÷ قال: «مسكر أو لم يقل خمرا».
  ولكفى من الخبر في تحريم الله من الأشربة لجميع السكر بقوله سبحانه في التنزيل، وهو يذكر النعمة فيما أخرج لعباده من ثمر الشجر المأكول: {وَمِن ثَمَراتِ النَّخيلِ وَالأَعنابِ تَتَّخِذونَ مِنهُ سَكَرًا وَرِزقًا حَسَنًا}[النحل: ٦٧]، فقدم السكر، وأعلم عباده أنه عنده من المسخوط المنكر، بكلام بليغ عند العرب يفهمونه من المقدم والمؤخر، لأن ذكر السكر في هذه الآية بعد ذكر النعمة في مأكلول الثمر، من الكلام المفهوم عند العرب تقدم أو تأخر، كأنه عنى سبحانه: {وَمِن ثَمَراتِ النَّخيلِ وَالأَعنابِ تَتَّخِذونَ مِنهُ سَكَرًا وَرِزقًا حَسَنًا}[النحل: ٦٧]، تذكيرا لهم بالنعمة في حسن الرزق، ثم قال: {تَتَّخِذونَ مِنهُ سَكَرًا}، سخطا منه تعالى بما يصرف الثمر إليه أهل الفسق من تهيئته مسكرا، إذ كان السكر عند الله مسخوطا منكرا، وإنما نزل القرءان باللغة العربية التي هي أبلغ عند العرب في البيان، فيُؤخر عن موضعه ومعناه متقدم مع أول الكلام في مكانه، إذ كان ذلك أبلغ في اتساق بلاغة اللسان، وما هو عند