مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[وصيته في سياسة النساء]

صفحة 422 - الجزء 1

  فإن فاتت ذات الدين، وآثرت عليها ذات الحسب والجمال والمال خسرت في دينك ودنياك، فعليك يا بني بذات الدين فإن جمعت مع الدين حسباً أو جمالاً أو مالاً ففيها بلا شك الرغبة بالحق اليقين.

  واعلموا يا بني أن سياسة النساء الحرائر منهن والإماء، إنما هي على ما يجربن عليه أول ما يدخلن بيوتهن، ونظرن إلى من يملكهن بإجراءهن على الحجاب والصيانة، وساسهن بحوز الدواخل عليهن جرين له على ذلك ما دامت بينه وبينهن الصحابة، وحذرن في ذلك خلاف ما أجراهن عليه، وإن هو أراهن سهولة عند دخول الدواخل عليهن اغتررن فيه وأجرينه على إدخال من لا يفهمه، ولا يحيط بغيبه من حشم أهلهن وجاراتهن، وموالياتهن اللواتي متى سهل لهن إدخال مثل ما ذكرنا كان حرياً أن يكون ذلك داعياً إلى فسادهن عليه، ولم يأمن أن يكون منهن المفسدات للمرأة والمصغرات عندها جميل ما يفعل، والمحسنات عندها ما لا يحسن ولا يجمل.

  فرأس سياسة النسال حرائرهن والإماء، شدة الضبط والحجاب، وأن لا يؤذن لهن في إدخال من لا يفهمون سرها ولا يأمنون إفسادها وشرها.

  يا بني وقد ذكر عن نبي الله ÷ أنه قال: «النساء عيٌ وعورا، فاستروا عيهن بالسكوت، وعوراتهن بالبيوت»، يريد: سترهن بالبيوت الحجاب لهن عن الدواخل، وإلزامهن بالحجاب الصموت.