مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة الحج)

صفحة 452 - الجزء 1

  مسجد لا يتعدى فيه أحد، ولا يستحقه قوي دون ضعيف، سواء المحقور فيه والمعظَّم الشريف.

  قوله ø: {لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: منافعهم ما يجب من ثواب الله لهم بطاعتهم له في أداء مناسك حجهم، ومنافعهم وبركة محضرهم ومواسمهم، بما يكون من تجارتهم، وما يصيبون من مرفق أرباح بيعاتهم، التي جعلها الله لهم، وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى في كتابه من توسعة في طلب الرزق في أيام الحج لعباده: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلًا مِن رَبِّكُم}⁣[البقرة: ١٩٨].

  قوله ø: {وَالبُدنَ جَعَلناها لَكُم مِن شَعائِرِ اللَّهِ لَكُم فيها خَيرٌ فَاذكُرُوا اسمَ اللَّهِ عَلَيها صَوافَّ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الصوآف القيام كانت في قيامها مشدودة الأيدي بالعقل، أو إطلاقا غير معقولة، وذلك إذا أقيمت صفا عند نحرها موجهة إلى القبلة، ثم قام من ينحرها إليها، فالواجب عليه ذكر اسم الله عليها وهي صواف، إذا هوى للباتها ناحراً عند نحرها، وقبل وقوع النحر عليها، فإذا خرَّت سقوطاً إلى الأرض ومالت واجبة جنوبها، فكلوا حينئذ منها، وأطعموا البائس الفقير، فذلك الأجر فيه وعليه من أعظم ما فيها من الخير.

  قوله ø: {لَن يَنالَ اللَّهَ لُحومُها وَلا دِماؤُها وَلكِن يَنالُهُ التَّقوى مِنكُم}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا خبر من الله سبحانه على أن الأغذية والمطاعم لا تناله، وأنه لا يأكل سبحانه ولا يطعم، ولا يناله لحم