[التوبة]
  الذي نقص من نفقة الميت التي أوصى بها في الحج عنه من بلده، والموضع الذي قبض فيه، عن أداء فرض الله عليه حتى هجم عليه موته.
  فمن نقص هذه النفقة وصيَّر منها شيئا في بر آل محمد وولد فاطمة $، فقد فعل ما حرم الله عليه ذو الجلال والإكرام، وإهداء من هذه النفقة التي خان الله فيها من ظنه ووسع هذا من لا ورع له ولا دين، ولا معرفة بالله ولا يقين، وحرام على جميع آل محمد $ الغني منهم والفقير أن يقبل من هذا درهما واحدا كبر أو صغر، ولا حبة من فضة ولا بقيراط، ومن فعل هذا من أحد من آل محمد فعل ما لا يحل له، لأن هذا محرم عليهم كتحريم لحم الخنزير والدم والميتة، لأن النفقة التي أوصى بها الميت ليحج بها لا يحل أن يُخان الله فيها، فتجعل حجة مدنية ولا كوفية.
  فالله الله احذروا عليكم قول جاهل عَمِيٍّ يُجرِّيكم على خيانة هذه النفقة، فيُبعِّضها ويجعلها نفقة لمن يحج من الكوفة أو المدينة فتهلكوا، واسألوا أهل بيت نبيكم فيما اشتبه عليكم من أمر دينكم، وأن لا يقبل بعضكم قول بعض في هذا ومثله، ولكن ليرجع وليسأل فيما اشتبه عليه من هذا ومثله مَن جعلهم الله معدنه وموضعه من أهل الذكر، يقول ø: {فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ}[النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧].
  فافهموا - يرحمكم الله - هذا الموضع ثم افهموا، فإنكم وجميع من له دين وورع ويقين ممن يتشيع، فلا ينبغي أن يسأل بعضكم بعضا، وإنما ينبغي أن تسألوا من يعلم من آل نبيكم، ومن هو عالم منهم بفهم ما يحل وما يحرم، وما جعله الله موئلا، ولا يتخذ بعضكم بعضا أربابا من دون الله، والله بصير بالعباد.