مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب تأويل الحكمة

صفحة 212 - الجزء 1

  مما أدرك من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاعمل ما شئت»، فقد فسر باب تبصرة الفطنة مع ما جاء في ذلك من الأخبار، فبذلك فليقتد أهل العلم بالله.

باب تأويل الحكمة

  وهو الشعبة الثانية من اليقين.

  قال علي بن أبي طالب ¥: «فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة»، وذلك أن تأويل الحكمة ميراث التبصرة، فإذا استشعر القلب التبصرة وقف عند تأويل الحكمة، ليفهم الصواب ثم وعاه فنطق به اللسان، حتى صارت الحكمة مأوى القلب وشعاره، وذلك أن الحكمة الإشتغال بدوام الفكر فيما يعني وترك ما لا يعني، فيؤدي ذلك إخلاص العمل لله تعالى، وأورثه ذلك حب دوام الذكر والإنس بالله، أي: الإنس بطاعة الله، فلما وصل إلى درجة المؤانسة أورثه ذلك دوام الفكر، ودوام الفكر يورث الاعتبار، وذلك كله لا يكون إلا بحب الخلوة، وترك معاشرة القاطعين عن الله، والمدخلين له في خوض ما لا يعنيه، والقاطعين له عن الإشتغال بما يعينه، مما خُلق له وأُمر به.

  وكذلك جاء الخبر عن النبي ÷ أخبرنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن علي بن الحسين قال: قال