الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

المسألة الأولى: [افتراق الأمة]

صفحة 155 - الجزء 1

  ذرعاً وضجُّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا: يا رسول الله كيف لنا بعدك [بطريق] النجاة، ومعرفة الفرقة الناجية، حتى نعتمد عليها. فقال رسول الله ÷:

  (٣٢٥) «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»

  قال #: والأمة مجمعة على صحة هذا الخبر وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول، وتزعم أنها هي الفرقة الناجية قال: والأمة مجمعة أيضاً على أن إجماع الأمة حجة، لقوله ÷:

  (٣٢٦) «لن تجتمع أمتي على ضلالة»⁣(⁣١) انتهى.

  وذكر نحو هذا الخبر⁣(⁣٢) ابن بهران في المعتمد⁣(⁣٣) من رواية معاوية قال: أخرجه أبو داود قال: وأخرج هو والترمذي قريباً منه من رواية أبي هريرة والترمذي نحوه مع زيادة من رواية ابن عمر، انتهى.

  وقال الإمام المهدي⁣(⁣٤) رضوان الله عليه: مسألة: في الأثر عنه ÷:

  (٣٢٧) «ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة» رواه ابن مسعود وأنس وابن عباس، قال الإمام (ي)⁣(⁣٥) تلقته الأمة بالقبول⁣(⁣٦).


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٣٦٢٣) عن ابن عمر، وأخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ: «لا يجمع الله أمر أمتي على ضلالة أبداً ...» إلخ. والهندي في منتخبه (١/ ١٢٣)، والطبراني في الكبير.

(٢) أي حديث الافتراق السالف الذكر.

(٣) هو كتاب عنوانه: المعتمد من حديث سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد، اختصره مؤلفه ابن بهران من جامع الأصول وأسند الأحاديث إلى الأمهات وجعله على نحو (تيسير الديبع) مرتباً حسب أبواب الفقه.

(٤) أي الإمام أحمد بن يحيى المرتضى.

(٥) أي الإمام يحيى بن حمزة #.

(٦) المنية والأملً (٨٦)، وينظر (٢١)، والبحر الزخار (المقدمة) (٣٨).