مسائل ينبغي معرفتها
  وسنبين أن ذلك هو الحق عقلاً.
  وأما النقلي: فإجماع من يعتد به من قدماء أهل البيت $ فلم يؤثر عن أحد منهم جبر ولا تشبيه(١)، وتصريحاتهم بالعدل مشهورة، وقد صرح ÷ بنجاة متبعيهم في آثار كثيرة تواردت في معنى واحد فكان تواتراً معنوياً منها حديث الكساء وهو في الصحيح ومنها قوله ÷: «إني تارك فيكم ثقلين ...» الخبر، وهو في الصحيح أيضاً، ومنها «أهل بيتي كسفينة نوح ...» الخبر، ونظائرها كثيرة، وكفى بذلك دليلاً على صحه اعتقادهم وأنه المرضي عند الله ثم إن عقيدتها أحوط للقطع بعدم الندم عليها في موضع القطع بهلكة المخطئ، وإن قدر الحق مع مخالفها إذ هو إما ملحدٌ فواضح، أو مجبر فلا ندم على ما أجبرت عليه، ولا ثالث إذ المشبه والمثبت للرؤية مجبر غالباً، ولا قطع بهلكة المخطئ في عقيدة غير ذلك ما لم يرد ما علم من الدين ضرورة فيلحق بالملحدة لكفره فالفرقة الناجية حينئذ من دان باعتقادهم الديني من هذه الفرق المعتزلة(٢) وغيرهم،
(١) الجبر: هو القول بأن العباد مجبرون ومسيرون وأن جميع أفعالهم الصادرة عنهم مخلوقة من الله تعالى.
وأما التشبيه فهو إضافة الجسمية والمكانية وغير ذلك من الصفات التي توجد في المخلوقات إلى الله تعالى.
(٢) المعتزلة: إحدى الفرق الإسلامية الكبيرة. اختلف في سبب تسميتهم بذلك فقيل لأنهم اعتزلوا الناس في بادئ أمرهم، وقضوا وقتهم بالزهد. وقيل خلاف ذلك وتسمى هذه الفرقة أيضاً أهل العدل والتوحيد. لعبت دوراً هاماً في تحرير العقل الإسلامي من الجبر والتشبيه ومن مدارسها الفكرية البصرية والبغدادية. ولمعتزلة لها أصول خمسة هي:
التوحيد والعدل، الوعدوالوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد انقسمت إلى (٢٢) فرقة وقيل (٣٢) فرقة أشهرها: الواصلية، الهذلية، النظامية، البشرية، المعمرية، المردارية، والثمامية، والهاشمية، الجاحظية، الجبائية، والبهشمية، ... ألخ. لمزيد حول الموضوع ينظر: (المنية والأمل في شرح الملل والنحل) للإمام أحمد بن يحيى المرتضى ص (٢٩ - ٤١)، (١٢٨ - ٢١٠). المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب. العميد عبد الرزاق محمد أسود (٢/ ٢٤٣ - ٢٩١). المعتزلة. د/ احمد محمود صبحي.