الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

مسائل ينبغي معرفتها

صفحة 165 - الجزء 1

  وروي أن أبا بكر سئل وهو على منبر رسول الله ÷ عن الكلالة⁣(⁣١) فقال: ما سمعت فيها شيئاً وسأقول فيها برأيي فإن أصبت فالله وفقني، وإن أخطأت فالخطأ مني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان. فصرح بالرأي وهو في عرف أهل الشرع يطلق على الاجتهاد والقياس والحكم، ولم ينقل أنه نوزِعَ في التخطئة ولو كان التصويب مذهباً لبعضهم لنازعه، ونقل وروى أن كاتباً كتب عند عمر: هذا ما أرى الله عمر. فقال عمر: أمحه واكتب هذا ما رأى عمر فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن غير صواب فمن عمر.

  وروي عن عمر أنه قال: لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله فإن

  الله - تعالى - لم يجعل ذلك إلاَّ لنبيه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولكن ليجتهد برأيه ... الخبر.

  وروي أن ابن مسعود سئل عن امرأة مات عنها زوجها ولم يفرض لها صداقاً فقال: أقول فيها برأيي فإن يك صواباً فمن الله، وإن يكن خطأً فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان، وفي رواية: فمن ابن أم عبد، إلى غير ذلك وتأويل ما روي من ذلك للتشديد في الاجتهاد فقط تلعب بأقاويل أكابر الصحابة، بلا دليل إلاَّ أنه خلاف مذهب المتأول إذ لو صح التأويل لكان من اعتنق مذهباً مبتدعاً على الصواب، لأنه يمكنه شبه ذلك التأويل في كل دليل، فيقول الباطني: لا جنة ولا نار وإنما الوعد لمجرد الترغيب والوعيد لمجرد الترهيب، وذلك خلاف ما علم من الدين ضرورة وأيضاً قد وقع الخلاف بين الصحابة في الإمامة والسكوت من الجميع بعد


(١) الكلالة اسم للأخوة والأخوات عن الحسن وهو المروي عن أئمة أهل البيت $ وقيل هو ما سوى الوالد والولد عن أبي بكر وجماعة من المفسرين.