الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

مسائل ينبغي معرفتها

صفحة 179 - الجزء 1

  ذلك بواجب كما ذكرت فاعلم ذلك. وقول ابنه الحسين بن القاسم #: في كتاب (مختصر الأحكام)⁣(⁣١): ولست أصدق لكل ما روي عن رسول الله ÷ لقلة الثقات وطول الزمان، وهاأنا أسمع في حياتي من الروايات الكاذبة عليَّ لم أقل ولم أفعل، فربما يسمع ذلك أولياء الله فيصدقون به والعهد قريب، فكيف برسول الله ÷ وله مدة طويلة من الزمان.

  وروي عن الإمام أبي الفتح بن الحسين الديلمي⁣(⁣٢) # أنه قال: أما فروع الشريعة فإن وقع بين الأئمة $ اختلاف فليس ذلك مما ينقص من علمهم وفضلهم، لأن الاجتهاد في الدين واجب والاحتياط لازم، والرجوع إلى الكتاب والسنة مما تعم به البلوى، ولكل في عصره نظر واستدلال وبحث وكشف، وقد ينكشف للمتأخر ما لم ينكشف للمتقدم لا بأن المتقدم قصر عما بان للمتأخر ... إلى قوله: وليس من الدين تخطئة واحد منهم، والحكم عليه بأنه خالف الشريعة والأئمة.

  وحكى الإمام المنصور بالله # في (الشافي)⁣(⁣٣) عن محمد بن الداعي⁣(⁣٤) أنه لما وصل الديلم وبين الشيعة القاسمية والشيعة الناصرية⁣(⁣٥) الاختلاف في الفروع وكل منهم يضلل من خالف إمامه جمع


(١) أحد مؤلفات الإمام الحسين بن القاسم العياني، اختصره من كتاب الأحكام للإمام الهادي يحيى بن الحسين @ (خ) ..

(٢) هو الإمام الناصر لدين الله أبو الفتح الناصر بن الحسين الديلمي. إمام مجتهد. من أئمة الزيدية في الجيل والديلم، توفي سنة (٤٤٤ هـ) ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية (٧٤٩ - ٧٥١) ترجمة (٨١٣).

(٣) الشافي: (١/ ٣٢٤).

(٤) هو الإمام محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن، أبو عبد الله المعروف بالداعي (٣٠٤ - ٣٦٠ هـ). ينظر أعلام المؤلفين الزيدية ص (٨٨٧) ترجمة (٩٥٠).

(٥) القاسمية والناصرية: القاسمية نسبة إلى الإمام القاسم بن إبراهيم لمتابعتهم إياه في الأصول والفروع. =