الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

المسألة الرابعة: [كيفية اتباع الأئمة من أهل البيت]

صفحة 180 - الجزء 1

  كلمتهم وبين لهم أن مذهب الإمامين واحد.

  فانظر - يرحمني الله وإياك - إلى كلام هؤلاء الجماهير من أئمة العترة الزكية كيف حكموا على الأئمة بأنهم لا يختلفون ولا يحيفون، ولا يميلون وإنما هم على الحق أباً فأباً إلى رسول الله ÷ لا يختلفون فيما يوجب هلكة واحد منهم، أبداً فالواجب التولي والحمل لجميع الأئمة وشيعتهم على السلامة ما لم نعلم أنه قد فارق الجماعة علماً لا يداخله شك، مفارقة توجب هلاكه، كأن يقول بالجبر أو بالتشبيه أو بأن الله يخلف وعيده للعصاة من أمة محمد أو نحو ذلك مما يوجب الهلاك، فإذا علمنا ذلك منه عرفنا بأنه ممن ظلم نفسه ووجب علينا التبري منه وعدم مولاته لقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...} الآية [المجادلة: ٢٢].

  فهذا ما يجب العمل به عند الاختلاف، والله الهادي والموفق إلى طريق الصواب وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله المسئول أن يقود بنواصينا إلى ما يجب علينا وأن يعصمنا عن عصيانه بحوله وطوله.

المسألة الرابعة: [كيفية اتباع الأئمة من أهل البيت]

  إنه لما تبين بحمد الله أن أئمة أهل البيت على الحق لا يفارقونه ولا يفارقهم، وقد تقدم لك ما يرشدك أنه لم يقع بينهم اختلاف فيما يوجب هلكة أحدهم، وأن مذهبهم في العدل والتوحيد واحد لا يختلف، وظهر لك بحمد الله عند ظهور ذلك أنه يجب التأويل حتى تنسق أقوالهم على نهج واحد، إن أمكن وإلا فيعلم أن الشاذ ممن ظلم نفسه.

  وأما كيفية اتباعهم فنقول - وبالله التوفيق: لا يخلو المتبع لهم إما أن


= أمَّا الناصرية فنسبة إلى الإمام الناصر الأطروش # لأنهم على مذهبه في الأصول والفروع جميعاً، الملل والنحل ص (٩٩).