الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

[الآداب المتعلقة بطالب العلم]

صفحة 67 - الجزء 1

  وجوب التواضع لأهل العلم لأنهم ورثة الأنبياء، وعلى وجوب التعظيم لهم وخفض الصوت في مجالسهم وأنهم لا ينادون بأسمائهم ولا بالأصوات المرتفعة كما ينادى غيرهم ولا يفزعون بقرع أبوابهم وفي الحديث:

  (٦٢) «من غض صوته عند العلماء جاء يوم القيامة مع الذين امتحن قلوبهم للتقوى» ولا خير في الملق والتواضع إلا ما كان لله في طلب علم، وأن الأولى لمن طلب الحاجة منهم، إلا أن لا يطلبهم الخروج من منازلهم بل ينتظرون بالوقوف عند أبوابهم، فإن الوقوف بها شرف كما روي. انتهى كلام النجري نسأل الله أن يقود بنواصينا إلى الخير، وأن يوفقنا لما فيه رضاه وتقواه بحوله وطَوله آمين.

  الرابعة: مما ينبغي لطالب العلم أن يحسن النصيحة لزميله، وأن يخلص له المودة، وأن يعاشره بأحسن المعاشرة، وأن يعينه على الحفظ ويوضح له ما أشكل عليه عند الشيخ، فإن المؤمنين كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن لا يتكبر عليه إذا كان قد أحرز من الفائدة أكثر منه، وأن يحسَّن خلقه للناس جميعاً سيما لزميله فإنه قد ظفر بأخ صالح في الله، فمن الحسرة العظمى أن يضيعه فيخاف أن لا يجد مثله عقوبة.

  ولا خير في الدنيا إذا لم يكن بها ... صديقٌ صدوقاً يعرف الحق منصفا

  فإن من أفضل المكاسب اكتساب الإخوان.

  (٦٣) وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «إن من الإيمان حسن الخلق وأفضلكم إيماناً أحسنكم خلقاً»⁣(⁣١).


(١) أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه على شرطهما بلفظ: «إن من أكمل المؤمنين إبماناً =