المولد العظيم
المولد العظيم
  ولد في سنة ٧٥ من هجرة المصطفى(١) وذلك مع ابتسامة الفجر، ليضيف إلى نور الفجر نوراً هو الأسطع شعاعاً، والأطول عمراً، وقد كانت لحظة الميلاد الشريف هي الفيصل بين مراحل سبقت هذه اللحظة، وأخرى تلتها، كلها جديرة بالدراسة، استنطاقاً للعظمة، وتخليداً للعظماء، واستجلاء للعبرة والدرس.
  فقبل الولادة تمخضت أحداث في مراحل من التاريخ امتدت إلى زمن المصطفى عن دلائل وبشائر تحددت معها بداية الانتظار لهذا الإمام الخالد، فقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي عن النبي أنه قال للحسين: «يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه رقاب الناس غراً محجلين يدخلون الجنة أجمعين بغير حساب»(٢)، كما روي أن النبي نظر ذات يوم إلى زيد بن حارثة فبكى وقال: «المقتول في الله، المصلوب من أمتي، المظلوم من أهل بيتي سمي هذا» وأشار إلى زيد بن حارثة ثم قال: «أدن مني يا زيد، زادك اسمك عندي حباً، فإنك سمي الحبيب من ولدي»(٣) وقد بقيت
(١) استناداً إلى ما رواه الإمام المرشد بالله في أماليه الإثنينية (خ) تحت التحقيق، وقد قيل إنه ولد سنة ٨٠ هـ اعتماداً على أنه استشهد عن اثنين وأربعين عاماً، في سنة ١٢٢ هـ.
(٢) هذا من الأحاديث التي اجتمع على صحتها الزيدية، والإمامية، والمنتسبين إلى السنة، رواه العلامة الكبير أحمد بن موسى الطبري أحد أصحاب الإمام الهادي في كتابه (المنير) ٢٩٤، ورواه الإمام الموفق بالله في كتابه (الاعتبار وسلوة العارفين) ٥٤٥، وأخرجه الحاكم في جلاء الأبصار (خ) تحت التحقيق، وأخرجه الإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (خ)، وأخرجه أخوه الحسين بن بدر الدين في الينابيع ٤٥٨، بدورن (رقاب) كما أورده الشهيد حميد في الحدائق الوردية (خ) تحت التحقيق، وأخرجه أبو الفرج في المقاتل ١٠٠، والصدوق في الأمالي المجلس ٥٣، والأميني في الغدير ٣/ ٦٩، وعزاه إلى أمالي الصدوق، وعزاه في الروض ١/ ١٠٧، إلى السيوطي، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/ ٢٠، والكني في الوفيات ٢/ ٣٥.
(٣) رواه الإمام الناصر الأطروش كما في كتاب المحيط بالإمامة (خ) تحت التحقيق، ورواه الحافظ العلوي كما ذكره عنه الإمام المرشد بالله في الأمالي الإثنينية، وأخرجه بطرق أخرى، كما رواه الإمام محمد بن المطهر في المنهاج (خ) تحت التحقيق، والإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين، وأخوه الأمير الحسين في الينابيع، والإمام الهادي بن إبراهيم الوزير في هداية الراغبين (خ) تحت التحقيق.