{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} أي لا نؤمن ببعض دون بعض كما عملت اليهود والنصارى {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أي سمعنا قوله وأطعنا أمره {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} أي نسألك غفرانك فلذلك جاء به منصوباً {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥} أي إلى جزائك.

  قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا} يحتمل أن يكون بمعنى تركنا أمرك ويحتمل أن يكون تناسينا والنسيان بمعنى الترك كقولك: نسوا الله فنسيهم {أَوْ أَخْطَأْنَا} أي ما فعلوه من المعاصي والشبهات وقد فرق أهل اللسان بين أخطأ وخطأ يقال أخطأ ويحتمل أن يكون على جهة الإثم وغير الإثم وخطأ أن لا يكون إلا على جهة الإثم {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} والإصر الثقل والذين من قبلنا هم بنو إسرائيل كانت العبادات عليهم شاقة صعبة لأنهم كلفوا قتل أنفسهم والخروج من أوطانهم {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٢٨٦} أي الجاحدين لنعمتك المنكرين لفضلك.

  تم تفسير سورة البقرة