سورة آل عمران
  قوله تعالى: {.. لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} وفي وجه المنة بذلك أن يكون شرفاً لهم، والثاني: ليسهل عليهم تعلم الحكمة والثالث: ليظهر عليهم علم أحواله من الصدق والأمانة والعفة والطهارة {يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} أي يشهد لهم أنهم أزكياء في الدين ويدعوهم إلى ما يكونون به أزكياء، ويجوز أن يأخذ منهم الزكاة التي يطهرهم بها.
  قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يعني المصيبة التي أصابتهم يوم أحد وبالذي أصابوا بها يوم بدر {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} وفي الذي هو من عند أنفسهم خلافهم في الخروج من المدينة للقتال يوم أحد وقد كان ÷ أمرهم أن يتحصنوا بها وقيل اختيارهم الفداء من السبعين يوم بدر على القتل، وقد قيل لهم إن فعلتم ذلك قتل منكم مثلهم فهذا كان اختيارهم، وقيل: إن الرماة خالفوا رسول الله ÷ يوم أحد في ملازمة موضعهم.
  قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} أي بأمر الله وعلمه وذلك ليميز المؤمنين من المنافقين.
  {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} يعني عبدالله بن أبي وأصحابه {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا} خطواً أو أكثروا على خيلكم {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يعني جاهدوا وكثروا السواد إن لم تقاتلوا أو رابطوا على خيلكم إن لم تقاتلوا {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} لأنهم بإظهار الإيمان لا يحكم عليهم بأحكام الكفار وقد كانوا قبل ذلك بإظهار الإيمان أقرب إلى الإيمان ثم صاروا بما فعلوه أقرب إلى الكفر من الإيمان.