[سورة النساء]
  ظلم فانتصر من ظالمه.
  قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ} يعني خيراً بدلاً من السوء أو تخفوا السوء أن لا تبدوا خيراً عفواً عن السوء كان أولى وإن كان غير العفو مباحاً.
  قوله تعالى: {... يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} مكتوباً كما سألوا موسى أكبر من ذلك {فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} وإنما بين الله سبحانه وتعالى أن سؤالهم للإعنات لا للإستبصار كما أنهم سألوا موسى أن يريهم الله جهرة ظلماً منهم وعدواناً {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} في سؤالهم وطلبتهم.
  قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ} يعني بالعهد الذي أخذ عليهم بعد تصديقهم بالتوراة أن يعملوا بما فيها فخالفوه لعبادة العجل ونقضوه فرفع الله عليهم الطور ليتوبوا وإلا سقط عليهم الطور فتابوا حينئذ {وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} أي الباب الذي عبدوا فيه العجل وهو باب من أبواب بيت المقدس {وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} من الاعتداء الذي هو الظلم وهو ترك واجباته {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ١٥٤} وهو ميثاق آخر بعد رفع الطور.
  قوله تعالى: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} أي محجوبة عن فهم الإعجاز ودلائل التصديق كالمحجوب في غلافه، ويحتمل أن يكون المراد به أوعية للعلم وهي لا تعرف احتجاجك ولا تفهم إعجازك {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ} فيه تأويلان أحدهما: أنها جعل فيها علامة تدل الملائكة على كفرهم كعلامة المطبوع، والثاني: ذمهم بأن قلوبهم كالمطبوع عليها التي لا تفهم أبداً ولا تطيع مرشداً {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥}