[سورة النساء]
  غلا السعر إذا جاوز حده وغلا في الدين إذا أفرط في مجاوزة الحد.
  {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} يعني في غلوهم في المسيح {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} رداً على من جعله إلهاً أو لغير رشده وجعله ساحراً {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} لأنه بشارة الله التي بشرها فصار بذلك كلمة الله ويجوز أنه يهتدى به كما يهتدى بكلمات الله ø {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي أنه يحيى به الناس كما تحيى الأجساد بالأرواح والنفخ في اللغة سمي روحاً {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} والثلاثة قول النصارى أب وابن وروح القدس.
  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} والبرهان هو رسول الله ÷ وما معه من المعجز الذي يشهد بصدقه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ١٧٤} يعني القرآن نوراً لأنه يظهر به الحق كما تظهر المرئيات بالنور.
  قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} أي اعتصموا بالقرآن ويجوز واعتصموا بالله من زيغ الشيطان {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ١٧٥} والهداية أن يعطيهم في الدنيا ما يوديهم إلى نعيم الآخرة ويجوز ويهديهم في الآخرة إلى طريق الجنة.
  قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} روينا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ÷ وهو في مسيرة وإلى جنبه حذيفة بن اليمان فبلغها حذيفة فقيل إن جابر بن عبدالله سأل رسول الله ÷ فقال لي تسع جوارٍ ولي مال كيف أصنع به فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية.