البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة المائدة]

صفحة 203 - الجزء 1

  {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} يعني رضى الله ø عنهم بنسكهم والفضل الأجر {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} وهذا وإن خرج مخرج الأمر فهو بعد الحظر فاقتضى إباحة الاصطياد بعد الإحلال دون الوجوب {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ} فيه تأويلان أحدهما: لا يحملنكم يقال: جرمني على بغضك أي حملني قال الشاعر:

  ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة كلها أن تغضبا

  والثاني معناه: لا يكسبنكم يقال: جرمت على أهلي أي كسبت لهم. والشنآن: البغض والعداوة.

  وهذه الآية نزلت في الخطم بن هند البكري أتى رسول الله ÷ وحده وخلف خيله خارجة من المدينة فدعاه رسول الله ÷ فقال: إلى ما تدعو فأخبره وقد كان النبي ÷ قال لأصحابه: «يدخل عليكم اليوم رجل من ربيعة يتكلم بكلام شيطان» فلما أخبره النبي ÷ قال: لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبى غادر فمن يسرح من شرح المدينة فاستاقه وانطلق وهو يرتجز ويقول:

  قد لفها الليل بسواق خطم ... ليس براع إبل ولا غنم

  ولا بجرار على ظهر وضم ... باتوا نياماً وابن هند لم ينم

  بات يقاسيها غلام كالدلم ... خدلج الساقين ممسوح القدم

  ثم أقبل من العام القابل حاجاً قد قلد الهدي فأراد رسول الله ÷